يقصد بالوقاية(1) لغة ما وقيت به الشيء، فيقال وقاه أي صانه وستره عن الأذى، والوقاية اصطلاحا هي تلك المجموعة المتناسقة من السلوكات المقصودة التي تهدف إلى حفظ وصيانة أفراد أو جماعات من الناس من ضرر مادي أو معنوي يتوقع حدوثه بسبب تصرفاتهم أو تصرفات أفراد آخرين، وتكون السلوكات الوقائية المقصودة في شكل برامج إخبارية أو توعية أو تدريبية وتأهيلية وغيرها.
وللوقاية أسلوبان : أولهما وقاية مباشرة وثانيهما وقاية غير مباشرة.
فالوقاية المباشرة : هي طرق وقائية تربوية تعتمد على إظهار نتائج السلوك ومحاولة منها لإيجاد دوافع لدى الشباب للابتعاد عنها (إذا فعلت كذا، فستتعرض لكذا) وأهم الأساليب الوقائية المباشرة :
أ) أسلوب تلقين مخاطر السلوك : وترتكز هذه الطريقة على مبدأ إثارة الخوف والاشمئزاز والنفور من السلوكات المراد إبعاد الشباب عنها.
ب) أسلوب تلقين خصائص الفرد : وهي طريقة تعمل على تلقين الخصائص المميزة للفرد والفروق الفردية، والعلاقات الأسرية المضطربة والسكن وانحطاط مستوى التعليم.
وقد أثبتت الدراسات التقييمية لهاتين الطريقتين الوقائيتين المباشرتين عدم جدواهما لوقاية الشباب، ولكن فائدتهما تظل مهمة في مجال إعلام وتأهيل العاملين مع الأطفال والشباب من مربين وآباء وغيرهم.
والوقاية غير المباشرة : وهي أكثر ديناميكية من سابقتها وأكثر فعالية، لأنها تعتمد على الحالات والعوامل الأساسية التي تؤدي إلى الانحراف، ويتضح هذا الصنف من الوقاية في أسلوب الوضعية للوقاية من مشاكل الشباب. هذه الوضعية التي يقصد بها الظروف التي يجد فيها الفرد نفسه نتيجة لمراحل تطور متداخلة نفسية واجتماعية وبدنية، وبعبارة أخرى فإنها تتعلق بمراحل النمو السابقة للأفراد وبوضعيتهم الحالية، وتسعى هذه الطريقة إلى دعم وتقوية قدرة الفرد على اتخاذ قرار بعد مناقشته وتحليله، انطلاقا من الظروف الاجتماعية والنفسية التي يجد نفسه فيها، وقد ثبت علميا جدوى وفعالية هذه الطريقة مع الشباب.
وللوقاية من وقوع الشباب في مشاكل بالدول الإسلامية لابد من التفكير في وضع إستراتيجية تضمن صون شباب الأمة الإسلامية من هذه المشاكل وانعكاساتها على حياتهم ومجتمعهم. وهنا نورد بعض نماذج للوقاية من انحراف الأحداث في دول غربية ثم نعقبه بنموذج آخر للوقاية من انحراف الشباب.
لقد اتضح أن وضع المنحرف في إطار تأسيسي من أجل إعادة تنشئته اجتماعيا تكلف غاليا جدا، وفعاليتها محدودة، ولهذا السبب كان وراء ظهور برامج وقائية في مختلف بلدان العالم، نذكر منها نماذج من أمريكا وفرنسا ورومانيا قبل التطرق إلى تحليل للتجربة العربية في هذا المجال.
أ) الوقاية بالاكتشاف المبكر للحالات بواسطة مقاييس التنبؤ :
لقد كان هدف الوقاية هو الاكتشاف المبكر للمراهقين المتوفرين على استعداد للسلوك الانحرافي قبل قيامهم بهذا السلوك لعلاجهم بكيفية فردية، واعتماد شبكات توقع السلوك الانحرافي، وجداول التنبؤ بوقوع السلوك الانحرافي التي يتم بواسطتها معرفة مدى احتمال صدور هذا السلوك من طرف مراهق ما، ليوجهه بعد ذلك للعلاج والرعاية، ولكن تطبيق هذه الشبكات والجداول على المراهقين بكيفية آلية قد يكون موضوع أخطاء تنتج عنه أضرار تطبع حياتهم بصفة دائمة حيث تلصق بهم صفة المنحرف.
ب) الوقاية بالاكتشاف المبكر للحالات بدون مقاييس تنبؤ :
تجربة مونريال التي قام بها مارينو (Marinau) لتطبيق برنامج وقائي في وسط مدرسي، يشارك فيه المعلمون وعلماء النفس في مرحلة اكتشاف الحالات وفي مرحلة العلاج كذلك دون الاعتماد على الشبكات والقوائم الآنفة الذكر، وهذه التجربة أعطت نتائج مهمة.
ج) الوقاية والمساعدة التربوية للأطفال :
ونجد كذلك تجربة شازال بفرنسا الذي أعد للأطفال برنامجا وقائيا يتضمن تقديم المساعدة التربوية للذين في خطر أخلاقي، وذلك سواء في الوسط الطبيعي أو في مؤسسة اجتماعية، ولكن بالنسبة للحريات العامة تطرح قضية التدخل بطرق قضائية في حالات مراهقين ما قبل الانحراف.
د) الوقاية بوجود راشد لحوار الشاب :
ويعتقد "بوازر" و"وطمو" إن ما يجب عمله لوقاية المراهق من الانحراف وضمان أفضل تكوين لطبعه، هو وجود راشد يساعده في حل الأزمات التي يجتازها، ويزوده بالإمكانيات والتوجيه الأخلاقي الذي يوجهه الآباء لأبنائهم.
هـ) الوقاية بإبعاد التهميش :
ومن الاتجاهات الأخرى لأساليب الوقاية، الأنشطة والبرامج الجماعية المحلية المجربة بكثرة في أمريكا، والتي كان أولها مشروع منطقة شيكاغو الذي أعدته منذ 40 سنة مدرسة شيكاغو لعلم الاجتماع، وتسخر في هذا الأسلوب من الوقاية، الطاقات البشرية المحلية للتقليل من إبعاد المهمشين بأنشطة مختلفة ومتناسقة، وقد حدد سزابو (Szabo) الأفكار الرئيسية لهذا المشروع في النقط الآتية :
* مسؤولية تخطيط وتسيير البرامج تكون من اختصاص سكان الجماعة المحلية الذين يكونون مجلسا يشمل جميع الهيئات والمصالح الرسمية والشخصيات المحلية لتنسيق الأنشطة.
* أغلب الموظفين العاملين في المشروع يجب أن يكونوا من سكان الحي.
* يجب أن يعمل المجلس بتعاون وثيق مع تنظيمات الوسط الاجتماعي : مراكز اجتماعية، مدارس، محاكم،...الخ.
* حالات الاضطراب النفسي الخطيرة توجه إلى مصالح مختصة.
* وقد طبق هذا المشروع في الوقاية من حالا ت العصاب، ومن مشاكل العائلات.
و) الوقاية بزيادة إمكانيات السلوك العادي لشباب الطبقات الضعيفة في المجتمع :
تحت عنوان "تحرك من أجل الشباب" خطط المشروع المحلي لنيويورك بهدف زيادة إمكانيات السلوك العادي المتاحة لشباب الطبقات الضعيفة في المجتمع، وتنظم في إطار المشروع أنشطة في مجال السكنى، الإصلاح، المساعدة القانونية، والتعليم (دروس المراجعة) والتكوين المهني والشغل والترفيه، وقد كانت بعض توجهات هذا المشروع موضوع نزاع مع جماعات الضغط السياسي.
ز) الوقاية عن طريق فرق و قائية :
في فرنسا أنشئت نواد وفرق وقائية (نادي الشارع، نادي الحي، وجماعة الأصدقاء) حيث يقوم مربو النادي أو الشارع أو الفريق بتحمل عدة مسؤوليات في إطار العمل الوقائي حيث يكون هو وسيلة الاتصال بين المراهق والمرافق الاجتماعية الرسمية والشعبية.
ح) الوقاية عن طريق الشغل أو التكوين المهني :
وفي رومانيا تتخذ الوقاية من الانحراف اتجاها خاصا حيث لاتعتمد المؤسسات التهذيبية كوسيلة لعلاج المنحرف والوقاية من السلوكات الانحرافية، بل يعتمد أسلوب العلاج والوقاية عن طريق الشغل أو التكوين المهني، حيث تكلف لجنة من المسؤولين عن التكوين أو ورشة أو مكان العمل، بتوفير ظروف التكوين أو العمل ومكافأته بناء على تحسن السلوك الذي تراه هذه اللجنة، التي تركز على انتاج الشباب وانضباطه، والحالات النفسية المرضية توجه إلى المراكز الطبية المختصة.
ط) الوقاية بإعطاء المثل :
وهنا نرجع إلى د.ارنست الذي يرى أن طرق إنجاز البرامج الوقائية تتلخص في :
أولا : إعطاء المثل من طرف المربين أنفسهم.
ثانيا : إعداد برنامج إعلامي تربوي يشارك فيه جميع الجهات المهتمة بالوقاية.
ثالثا : التفكير في الأسرة والجماعة المحلية كأداتين من أدوات الوقاية.
رابعا : إعطاء المثل من طرف قادة المجتمع.
خامسا : التفكير في عبارات تجذب انتباه الناس حتى يتغنوا بها ويتحدثوا بها ويقبلوا على أسس الوقاية.
والحل المثالي في نظره أن تتمشى العناصر التالية مع بعضها: التشريع، والتربية، والواقعية.
ي) الوقاية المؤسسية :
وتطبق في إنجلترا على الخصوص وقاية مؤسسية فيها توجه جهود قطاعات حكومية بتعاون مع الشرطة إلى المنطقة السكنية التي يبدو أنها تتوفر على استعداد فئة من سكانها على الخصوص للقيام بسلوكات انحرافية والتي تدعى منطقة تعدد الحرمان، فيعمل المسؤولون عن التربية، والصحة، والشؤون الاجتماعية، والأمن وغيرهم على إعداد برنامج موحد لإحداث تغيير في الاتجاهات الانحرافية بأساليب بناءة.
ك) الوقاية المؤسسية العربية :
* مؤسسة الاستشارة والتوجيه التربوي وباقي البرامج الوقائية :
أسست مراكز الاستشارة والتوجيه التربوي بهدف الاكتشاف المبكر للحالات التي تتوفر على استعداد للانحراف، وعددها قليل جداً، فهي تهتم بالأفراد الذين يقل عمرهم عن 18 سنة، ويتفرع عن المكتب مراكز وخلايا وقائية تعمل في الأحياء والمقاطعات، حيث تقدم خدمات تربوية للأسرة وللشباب في موضوع تمدرسه أو تأهيله أو إيجاد شغل. ويمكن اعتبار مثل هذه المؤسسات عملا رائدا يماثل مراكز إرشاد الطفولة لوقاية الصحة النفسية إلا أنها لا تتوفر على الخبرات التي قد تحتاجها لمواجهة حاجات الأطفال. فهذه المؤسسات إيجابية جدا لأنها تفتح أمام الأطفال ذوي المشاكل، بابا يجعلهم يجدون من يستمع لهم ويحاول فهمهم ومساعدتهم.
وبرامج الأنشطة الوقائية كالحرية المحروسة والرعاية اللاحقة التي تهتم بالأطفال الذين أخذ يظهر استعدادهم للانحراف، وهي تحاول علاج حالتهم ومساعدتهم وإيجاد الحلول لبعض مشاكلهم.
* الهيئات الشعبية والوقاية من الانحراف :
هناك عدة تنظيمات ذات طابع اجتماعي، تهتم بالوقاية من السلوك الانحرافي، وتقوم بدورها الوقائي في المناطق التي توجد بها بتنسيق وتعاون مع مختلف الجهات الرسمية والشعبية التي لها نفس الاهتمام. ومن الأنشطة التي تقوم بها في إطار برامجها الوقائية، تنظيم دروس للمراجعة وتوفير الأدوات المدرسية للمحتاجين، والمساعدة الصحية وتنظيم مخيمات وغيرها.
وبصفة عامة يمكن القول إن التجربة العربية في الوقاية من انحراف الأحداث تنقسم إلى وقاية بعد حدوث السلوك الانحرافي داخل مراكز الملاحظة، وإعادة التربية التي تستقبل آلاف الحالات كل سنة، والتي تحاول منع حالات العودة إلى الانحراف حسب الإمكان، حيث لا تتوفر حاليا دراسات توضح مدى توفقها في هذه المهمة. والوقاية قبل السلوك الانحرافي التي تساهم فيها مكاتب الاستشارة والتوجيه المحدودة العدد، والهيئات الوطنية الوقائية القطرية وفروعها التي يرتكز نشاطها أساسا على التطوع الشخصي لأفرادها ومساهمتهم التلقائية في هذا العمل الذي أخذت تتظافر بصدده جهود بعض المؤسسات (مدارس، مستشفيات، مجالس منتخبة ...الخ) قصد الوقاية من الانحراف، وهذه التنظيمات بحاجة إلى التركيز والتوحيد والشمول.
والوقاية من مشاكل الشباب وفق تصورات برنامج العمل المصادق عليه في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية المنعقد في القاهرة أيام 5-13 سبتمبر 1994م(2)، وخاصة بنوده المتعلقة بالطفولة والشباب من 6.8 إلى 6.15 ومن 7.45 إلى 7.48 والتي نورد مقتطفات منها في الفقرات الخاصة بالأطفال والشباب :
8.6 ينبغي أن تولي البلدان أولوية وعناية أكبر لجميع أبعاد حماية ونماء الأطفال والشباب، لاسيما أطفال وشبان الشوارع، وأن تبذل قصارى جهودها للقضاء على ما يتركه الفقر من آثار ضارة على الأطفال والشباب، بما في ذلك سوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها. ويجب كفالة تحقيق المساواة في الفرص التعليمية للأولاد والبنات في جميع المراحل.
9.6 ينبغي أن تتخذ البلدان خطوات فعالة للتصدي لإهمال الأطفال والمراهقين والشبان فضلا عن جميع أنواع استغلالهم وسوء معاملتهم، مثل الاختطاف والاغتصاب وسفاح المحارم، والمطبوعات الخليعة، والتهريب والهجر والبغاء. وعلى البلدان، بوجه خاص، أن تتخذ الإجراءات الملائمة للقضاء على الاستغلال الجنسي للأطفال سواء في داخل حدودها أو خارجها.
10.6 ويجب على جميع البلدان أن تسن وتعمل بصرامة قوانين لمحاربة استغلال الأطفال اقتصاديا وسوء معاملتهم بدنيا وعقليا أو إهمالهم، تمشيا مع الالتزامات المعقودة بموجب اتفاقية حقوق الطفل وغيرها من صكوك الأمم المتحدة ذات الصلة. وينبغي أن تقدم البلدان خدمات الدعم وإعادة التأهيل للذين يقعون ضحايا لحالات سوء المعاملة هذه.
11.6 وينبغي أن تعمل البلدان على خلق بيئة اجتماعية ـ اقتصادية تفضي إلى إزالة جميع حالات زواج الأطفال وغيرها من أنواع الاقتران على وجه السرعة. وأن تثني عن الزواج المبكر. وينبغي التأكيد في البرامج التعليمية للبلدان على المسؤوليات الاجتماعية التي تترتب على الزواج. وينبغي أن تتخذ الحكومات إجراءات للقضاء على التمييز ضد الحوامل من الشابات.
12.6 ويجب على جميع البلدان أن تتخذ تدابير جماعية للتخفيف من معاناة الأطفال في الصراعات المسلحة وغيرها من الكوارث. وتقديم المساعدة لإعادة تأهيل الأطفال الذين يقعون ضحايا لهذه الصراعات والكوارث.
13.6 وينبغي أن تتوخى البلدان تلبية احتياجات وتطلعات الشباب، لاسيما في مجالات التعليم النظامي وغير النظامي، والتدريب وفرص العمل، والإسكان والصحة، مما يضمن إدماجهم ومشاركتهم في جميع مجالات المجتمع، بما في ذلك المشاركة في العملية السياسية والإعداد لأدوار القيادة.
14.6 ينبغي أن تقوم الحكومات، بدعم نشط من جانب المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، بصياغة برامج في مجال التدريب والعمل. وينبغي إيلاء أهمية أولى للوفاء بالاحتياجات الأساسية للشباب، بتحسين نوعية حياتهم وزيادة إسهامهم في التنمية المستدامة.
15.6 وينبغي إشراك الشباب بنشاط في تخطيط أنشطة التنيمة التي لها أثر مباشر على حياتهم اليومية وتنفيذها وتقييمها. ويتسم هذا بأهمية خاصة فيما يتعلق بأنشطة الإعلام والتعليم والاتصال والخدمات المتعلقة بالصحة الإنجابية والجنسية، بما في ذلك منع حالات الحمل المبكر، والتثقيف الجنسي، والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز وغير ذلك من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي. ويجب ضمان الوصول إلى هذه الخدمات، وكذلك ضمان سريتها وخصوصيتها، بدعم وتوجيه الوالدين وبما يتمشى مع اتفاقية حقوق الطفل. وعلاوة على ذلك. هناك حاجة إلى برامج تعليمية لصالح مهارات تخطيط المعيشة وأنماط المعيشة الصحية والترغيب النشط عن إساءة استعمال المخدرات.
45.7 اعترافا بحقوق وواجبات ومسووليات الوالدين، وغيرهما من الأشخاص المسئولين قانونا عن المراهقين، في تقديم التوجيه والإرشاد المناسبين للمراهقين في المسائل الجنسية والإنجابية بطريقة تتمشى مع تطور قدرات المراهق، يجب على البلدان أن تكفل في برامج ومواقف مقدمي الرعاية الصحية ألا تحد من حصول المراهقين على ما يحتاجونه من خدمات ومعلومات مناسبة، بما في ذلك المعلومات عن الأمراض التي تنقل جنسيا، وعن الاعتداءات الجنسية. وعلى هذه الخدمات في قيامها بذلك، ولكي تتصدى للاعتداءات الجنسية وغيرها، أن تحافظ على حقوق المراهقين في الخصوصية والسرية والاحترام والرضا الواعي مع احترام القيم الثقافية والمعتقدات الدينية. وفي هذا السياق، ينبغي للبلدان عند الاقتضاء أن تزيل العوائق القانونية والتنظيمية والاجتماعية التي تعترض سبيل توفير المعلومات والرعاية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية للمراهقين.
46.7 ويتعين على البلدان، بدعم من المجتمع الدولي، أن تحمي وتعزز حقوق المراهقين في التربية والمعلومات والرعاية المتصلة بالصحة الجنسية والإنجابية، وأن تخفض عدد حالات حمل المراهقات تخفيضا كبيراً.
47.7 تحث الحكومات على أن تلبي، بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية، الحاجات الخاصة للمراهقين وتنشيء البرامج الملائمة للاستجابة لتلك الحاجات، وينبغي أن تتضمن تلك البرامج آليات دعم لتثقيف المراهقين وإسداء المشورة لهم في مجالات العلاقات بين الجنسين والمساواة بينهما، وأعمال العنف ضد المراهقين، والسلوك الجنسي المسؤول، وتنظيم الأسرة بصورة مسؤولة، والحياة الأسرية، والصحة الإنجابية والجنسية، والأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، والعدوى بفيروس نقص المناعة البشرية، والوقاية من الإيدز، وينبغي توفير برامج للوقاية والعلاج من الاعتداء الجنسي وسفاح المحارم وغيرها من خدمات الصحة الإنجابية، وينبغي أن توفر لهذه البرامج المعلومات للمراهقين. وأن تبذل جهدا واعيا لتعزيز القيم الاجتماعية والثقافة الإيجابية. كما أن المراهقات اللاتي يحملن يحتجن إلى دعم خاص من أسرهن ومجتمعهن المحلي خلال فترة الحمل ورعاية الطفولة المبكرة. ويجب أن يشترك المراهقون اشتراكا كاملا في تخطيط وتنفيذ وتقييم هذه المعلومات والخدمات، مع المراعاة الواجبة لتوجيه الأبوين ومسؤولياتهما.
48.7 ينبغي أن تشرك البرامج وأن تدرب كل من يتسنى لهم توفير التوجيه للمراهقين فيما يتلعق بالسلوك الجنسي والإنجابي المسؤول، وخاصة الوالدين والأسر، وأيضا المجتمعات المحلية والمؤسسات الدينية والمدارس ووسائط الإعلام وجماعات الأقران. وينبغي للحكومات والمنظمات غير الحكومية تعزيز البرامج الموجهة إلى تثقيف الوالدين، بهدف تحسين تفاعل الوالدين والأطفال لتمكين الوالدين من الالتزام على نحو أفضل بواجباتهم التربوية في دعم عملية نضج أولادهم، ولاسيما في مجالي السلوك الجنسي والصحة الإنجابية.
(1) د. عبد العزيز الغازي : أساليب الوقاية من انحراف الأحداث، ندوة طرابلس، 12-10 أكتوبر 1988م، تحت شعار : نحو صيغة عربية لمعالجة ظاهرة انحراف الأحداث.
(2) تقرير المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، القاهرة، 13-5 سبتمبر 1994م.
وللوقاية أسلوبان : أولهما وقاية مباشرة وثانيهما وقاية غير مباشرة.
فالوقاية المباشرة : هي طرق وقائية تربوية تعتمد على إظهار نتائج السلوك ومحاولة منها لإيجاد دوافع لدى الشباب للابتعاد عنها (إذا فعلت كذا، فستتعرض لكذا) وأهم الأساليب الوقائية المباشرة :
أ) أسلوب تلقين مخاطر السلوك : وترتكز هذه الطريقة على مبدأ إثارة الخوف والاشمئزاز والنفور من السلوكات المراد إبعاد الشباب عنها.
ب) أسلوب تلقين خصائص الفرد : وهي طريقة تعمل على تلقين الخصائص المميزة للفرد والفروق الفردية، والعلاقات الأسرية المضطربة والسكن وانحطاط مستوى التعليم.
وقد أثبتت الدراسات التقييمية لهاتين الطريقتين الوقائيتين المباشرتين عدم جدواهما لوقاية الشباب، ولكن فائدتهما تظل مهمة في مجال إعلام وتأهيل العاملين مع الأطفال والشباب من مربين وآباء وغيرهم.
والوقاية غير المباشرة : وهي أكثر ديناميكية من سابقتها وأكثر فعالية، لأنها تعتمد على الحالات والعوامل الأساسية التي تؤدي إلى الانحراف، ويتضح هذا الصنف من الوقاية في أسلوب الوضعية للوقاية من مشاكل الشباب. هذه الوضعية التي يقصد بها الظروف التي يجد فيها الفرد نفسه نتيجة لمراحل تطور متداخلة نفسية واجتماعية وبدنية، وبعبارة أخرى فإنها تتعلق بمراحل النمو السابقة للأفراد وبوضعيتهم الحالية، وتسعى هذه الطريقة إلى دعم وتقوية قدرة الفرد على اتخاذ قرار بعد مناقشته وتحليله، انطلاقا من الظروف الاجتماعية والنفسية التي يجد نفسه فيها، وقد ثبت علميا جدوى وفعالية هذه الطريقة مع الشباب.
وللوقاية من وقوع الشباب في مشاكل بالدول الإسلامية لابد من التفكير في وضع إستراتيجية تضمن صون شباب الأمة الإسلامية من هذه المشاكل وانعكاساتها على حياتهم ومجتمعهم. وهنا نورد بعض نماذج للوقاية من انحراف الأحداث في دول غربية ثم نعقبه بنموذج آخر للوقاية من انحراف الشباب.
لقد اتضح أن وضع المنحرف في إطار تأسيسي من أجل إعادة تنشئته اجتماعيا تكلف غاليا جدا، وفعاليتها محدودة، ولهذا السبب كان وراء ظهور برامج وقائية في مختلف بلدان العالم، نذكر منها نماذج من أمريكا وفرنسا ورومانيا قبل التطرق إلى تحليل للتجربة العربية في هذا المجال.
أ) الوقاية بالاكتشاف المبكر للحالات بواسطة مقاييس التنبؤ :
لقد كان هدف الوقاية هو الاكتشاف المبكر للمراهقين المتوفرين على استعداد للسلوك الانحرافي قبل قيامهم بهذا السلوك لعلاجهم بكيفية فردية، واعتماد شبكات توقع السلوك الانحرافي، وجداول التنبؤ بوقوع السلوك الانحرافي التي يتم بواسطتها معرفة مدى احتمال صدور هذا السلوك من طرف مراهق ما، ليوجهه بعد ذلك للعلاج والرعاية، ولكن تطبيق هذه الشبكات والجداول على المراهقين بكيفية آلية قد يكون موضوع أخطاء تنتج عنه أضرار تطبع حياتهم بصفة دائمة حيث تلصق بهم صفة المنحرف.
ب) الوقاية بالاكتشاف المبكر للحالات بدون مقاييس تنبؤ :
تجربة مونريال التي قام بها مارينو (Marinau) لتطبيق برنامج وقائي في وسط مدرسي، يشارك فيه المعلمون وعلماء النفس في مرحلة اكتشاف الحالات وفي مرحلة العلاج كذلك دون الاعتماد على الشبكات والقوائم الآنفة الذكر، وهذه التجربة أعطت نتائج مهمة.
ج) الوقاية والمساعدة التربوية للأطفال :
ونجد كذلك تجربة شازال بفرنسا الذي أعد للأطفال برنامجا وقائيا يتضمن تقديم المساعدة التربوية للذين في خطر أخلاقي، وذلك سواء في الوسط الطبيعي أو في مؤسسة اجتماعية، ولكن بالنسبة للحريات العامة تطرح قضية التدخل بطرق قضائية في حالات مراهقين ما قبل الانحراف.
د) الوقاية بوجود راشد لحوار الشاب :
ويعتقد "بوازر" و"وطمو" إن ما يجب عمله لوقاية المراهق من الانحراف وضمان أفضل تكوين لطبعه، هو وجود راشد يساعده في حل الأزمات التي يجتازها، ويزوده بالإمكانيات والتوجيه الأخلاقي الذي يوجهه الآباء لأبنائهم.
هـ) الوقاية بإبعاد التهميش :
ومن الاتجاهات الأخرى لأساليب الوقاية، الأنشطة والبرامج الجماعية المحلية المجربة بكثرة في أمريكا، والتي كان أولها مشروع منطقة شيكاغو الذي أعدته منذ 40 سنة مدرسة شيكاغو لعلم الاجتماع، وتسخر في هذا الأسلوب من الوقاية، الطاقات البشرية المحلية للتقليل من إبعاد المهمشين بأنشطة مختلفة ومتناسقة، وقد حدد سزابو (Szabo) الأفكار الرئيسية لهذا المشروع في النقط الآتية :
* مسؤولية تخطيط وتسيير البرامج تكون من اختصاص سكان الجماعة المحلية الذين يكونون مجلسا يشمل جميع الهيئات والمصالح الرسمية والشخصيات المحلية لتنسيق الأنشطة.
* أغلب الموظفين العاملين في المشروع يجب أن يكونوا من سكان الحي.
* يجب أن يعمل المجلس بتعاون وثيق مع تنظيمات الوسط الاجتماعي : مراكز اجتماعية، مدارس، محاكم،...الخ.
* حالات الاضطراب النفسي الخطيرة توجه إلى مصالح مختصة.
* وقد طبق هذا المشروع في الوقاية من حالا ت العصاب، ومن مشاكل العائلات.
و) الوقاية بزيادة إمكانيات السلوك العادي لشباب الطبقات الضعيفة في المجتمع :
تحت عنوان "تحرك من أجل الشباب" خطط المشروع المحلي لنيويورك بهدف زيادة إمكانيات السلوك العادي المتاحة لشباب الطبقات الضعيفة في المجتمع، وتنظم في إطار المشروع أنشطة في مجال السكنى، الإصلاح، المساعدة القانونية، والتعليم (دروس المراجعة) والتكوين المهني والشغل والترفيه، وقد كانت بعض توجهات هذا المشروع موضوع نزاع مع جماعات الضغط السياسي.
ز) الوقاية عن طريق فرق و قائية :
في فرنسا أنشئت نواد وفرق وقائية (نادي الشارع، نادي الحي، وجماعة الأصدقاء) حيث يقوم مربو النادي أو الشارع أو الفريق بتحمل عدة مسؤوليات في إطار العمل الوقائي حيث يكون هو وسيلة الاتصال بين المراهق والمرافق الاجتماعية الرسمية والشعبية.
ح) الوقاية عن طريق الشغل أو التكوين المهني :
وفي رومانيا تتخذ الوقاية من الانحراف اتجاها خاصا حيث لاتعتمد المؤسسات التهذيبية كوسيلة لعلاج المنحرف والوقاية من السلوكات الانحرافية، بل يعتمد أسلوب العلاج والوقاية عن طريق الشغل أو التكوين المهني، حيث تكلف لجنة من المسؤولين عن التكوين أو ورشة أو مكان العمل، بتوفير ظروف التكوين أو العمل ومكافأته بناء على تحسن السلوك الذي تراه هذه اللجنة، التي تركز على انتاج الشباب وانضباطه، والحالات النفسية المرضية توجه إلى المراكز الطبية المختصة.
ط) الوقاية بإعطاء المثل :
وهنا نرجع إلى د.ارنست الذي يرى أن طرق إنجاز البرامج الوقائية تتلخص في :
أولا : إعطاء المثل من طرف المربين أنفسهم.
ثانيا : إعداد برنامج إعلامي تربوي يشارك فيه جميع الجهات المهتمة بالوقاية.
ثالثا : التفكير في الأسرة والجماعة المحلية كأداتين من أدوات الوقاية.
رابعا : إعطاء المثل من طرف قادة المجتمع.
خامسا : التفكير في عبارات تجذب انتباه الناس حتى يتغنوا بها ويتحدثوا بها ويقبلوا على أسس الوقاية.
والحل المثالي في نظره أن تتمشى العناصر التالية مع بعضها: التشريع، والتربية، والواقعية.
ي) الوقاية المؤسسية :
وتطبق في إنجلترا على الخصوص وقاية مؤسسية فيها توجه جهود قطاعات حكومية بتعاون مع الشرطة إلى المنطقة السكنية التي يبدو أنها تتوفر على استعداد فئة من سكانها على الخصوص للقيام بسلوكات انحرافية والتي تدعى منطقة تعدد الحرمان، فيعمل المسؤولون عن التربية، والصحة، والشؤون الاجتماعية، والأمن وغيرهم على إعداد برنامج موحد لإحداث تغيير في الاتجاهات الانحرافية بأساليب بناءة.
ك) الوقاية المؤسسية العربية :
* مؤسسة الاستشارة والتوجيه التربوي وباقي البرامج الوقائية :
أسست مراكز الاستشارة والتوجيه التربوي بهدف الاكتشاف المبكر للحالات التي تتوفر على استعداد للانحراف، وعددها قليل جداً، فهي تهتم بالأفراد الذين يقل عمرهم عن 18 سنة، ويتفرع عن المكتب مراكز وخلايا وقائية تعمل في الأحياء والمقاطعات، حيث تقدم خدمات تربوية للأسرة وللشباب في موضوع تمدرسه أو تأهيله أو إيجاد شغل. ويمكن اعتبار مثل هذه المؤسسات عملا رائدا يماثل مراكز إرشاد الطفولة لوقاية الصحة النفسية إلا أنها لا تتوفر على الخبرات التي قد تحتاجها لمواجهة حاجات الأطفال. فهذه المؤسسات إيجابية جدا لأنها تفتح أمام الأطفال ذوي المشاكل، بابا يجعلهم يجدون من يستمع لهم ويحاول فهمهم ومساعدتهم.
وبرامج الأنشطة الوقائية كالحرية المحروسة والرعاية اللاحقة التي تهتم بالأطفال الذين أخذ يظهر استعدادهم للانحراف، وهي تحاول علاج حالتهم ومساعدتهم وإيجاد الحلول لبعض مشاكلهم.
* الهيئات الشعبية والوقاية من الانحراف :
هناك عدة تنظيمات ذات طابع اجتماعي، تهتم بالوقاية من السلوك الانحرافي، وتقوم بدورها الوقائي في المناطق التي توجد بها بتنسيق وتعاون مع مختلف الجهات الرسمية والشعبية التي لها نفس الاهتمام. ومن الأنشطة التي تقوم بها في إطار برامجها الوقائية، تنظيم دروس للمراجعة وتوفير الأدوات المدرسية للمحتاجين، والمساعدة الصحية وتنظيم مخيمات وغيرها.
وبصفة عامة يمكن القول إن التجربة العربية في الوقاية من انحراف الأحداث تنقسم إلى وقاية بعد حدوث السلوك الانحرافي داخل مراكز الملاحظة، وإعادة التربية التي تستقبل آلاف الحالات كل سنة، والتي تحاول منع حالات العودة إلى الانحراف حسب الإمكان، حيث لا تتوفر حاليا دراسات توضح مدى توفقها في هذه المهمة. والوقاية قبل السلوك الانحرافي التي تساهم فيها مكاتب الاستشارة والتوجيه المحدودة العدد، والهيئات الوطنية الوقائية القطرية وفروعها التي يرتكز نشاطها أساسا على التطوع الشخصي لأفرادها ومساهمتهم التلقائية في هذا العمل الذي أخذت تتظافر بصدده جهود بعض المؤسسات (مدارس، مستشفيات، مجالس منتخبة ...الخ) قصد الوقاية من الانحراف، وهذه التنظيمات بحاجة إلى التركيز والتوحيد والشمول.
والوقاية من مشاكل الشباب وفق تصورات برنامج العمل المصادق عليه في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية المنعقد في القاهرة أيام 5-13 سبتمبر 1994م(2)، وخاصة بنوده المتعلقة بالطفولة والشباب من 6.8 إلى 6.15 ومن 7.45 إلى 7.48 والتي نورد مقتطفات منها في الفقرات الخاصة بالأطفال والشباب :
8.6 ينبغي أن تولي البلدان أولوية وعناية أكبر لجميع أبعاد حماية ونماء الأطفال والشباب، لاسيما أطفال وشبان الشوارع، وأن تبذل قصارى جهودها للقضاء على ما يتركه الفقر من آثار ضارة على الأطفال والشباب، بما في ذلك سوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها. ويجب كفالة تحقيق المساواة في الفرص التعليمية للأولاد والبنات في جميع المراحل.
9.6 ينبغي أن تتخذ البلدان خطوات فعالة للتصدي لإهمال الأطفال والمراهقين والشبان فضلا عن جميع أنواع استغلالهم وسوء معاملتهم، مثل الاختطاف والاغتصاب وسفاح المحارم، والمطبوعات الخليعة، والتهريب والهجر والبغاء. وعلى البلدان، بوجه خاص، أن تتخذ الإجراءات الملائمة للقضاء على الاستغلال الجنسي للأطفال سواء في داخل حدودها أو خارجها.
10.6 ويجب على جميع البلدان أن تسن وتعمل بصرامة قوانين لمحاربة استغلال الأطفال اقتصاديا وسوء معاملتهم بدنيا وعقليا أو إهمالهم، تمشيا مع الالتزامات المعقودة بموجب اتفاقية حقوق الطفل وغيرها من صكوك الأمم المتحدة ذات الصلة. وينبغي أن تقدم البلدان خدمات الدعم وإعادة التأهيل للذين يقعون ضحايا لحالات سوء المعاملة هذه.
11.6 وينبغي أن تعمل البلدان على خلق بيئة اجتماعية ـ اقتصادية تفضي إلى إزالة جميع حالات زواج الأطفال وغيرها من أنواع الاقتران على وجه السرعة. وأن تثني عن الزواج المبكر. وينبغي التأكيد في البرامج التعليمية للبلدان على المسؤوليات الاجتماعية التي تترتب على الزواج. وينبغي أن تتخذ الحكومات إجراءات للقضاء على التمييز ضد الحوامل من الشابات.
12.6 ويجب على جميع البلدان أن تتخذ تدابير جماعية للتخفيف من معاناة الأطفال في الصراعات المسلحة وغيرها من الكوارث. وتقديم المساعدة لإعادة تأهيل الأطفال الذين يقعون ضحايا لهذه الصراعات والكوارث.
13.6 وينبغي أن تتوخى البلدان تلبية احتياجات وتطلعات الشباب، لاسيما في مجالات التعليم النظامي وغير النظامي، والتدريب وفرص العمل، والإسكان والصحة، مما يضمن إدماجهم ومشاركتهم في جميع مجالات المجتمع، بما في ذلك المشاركة في العملية السياسية والإعداد لأدوار القيادة.
14.6 ينبغي أن تقوم الحكومات، بدعم نشط من جانب المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، بصياغة برامج في مجال التدريب والعمل. وينبغي إيلاء أهمية أولى للوفاء بالاحتياجات الأساسية للشباب، بتحسين نوعية حياتهم وزيادة إسهامهم في التنمية المستدامة.
15.6 وينبغي إشراك الشباب بنشاط في تخطيط أنشطة التنيمة التي لها أثر مباشر على حياتهم اليومية وتنفيذها وتقييمها. ويتسم هذا بأهمية خاصة فيما يتعلق بأنشطة الإعلام والتعليم والاتصال والخدمات المتعلقة بالصحة الإنجابية والجنسية، بما في ذلك منع حالات الحمل المبكر، والتثقيف الجنسي، والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز وغير ذلك من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي. ويجب ضمان الوصول إلى هذه الخدمات، وكذلك ضمان سريتها وخصوصيتها، بدعم وتوجيه الوالدين وبما يتمشى مع اتفاقية حقوق الطفل. وعلاوة على ذلك. هناك حاجة إلى برامج تعليمية لصالح مهارات تخطيط المعيشة وأنماط المعيشة الصحية والترغيب النشط عن إساءة استعمال المخدرات.
45.7 اعترافا بحقوق وواجبات ومسووليات الوالدين، وغيرهما من الأشخاص المسئولين قانونا عن المراهقين، في تقديم التوجيه والإرشاد المناسبين للمراهقين في المسائل الجنسية والإنجابية بطريقة تتمشى مع تطور قدرات المراهق، يجب على البلدان أن تكفل في برامج ومواقف مقدمي الرعاية الصحية ألا تحد من حصول المراهقين على ما يحتاجونه من خدمات ومعلومات مناسبة، بما في ذلك المعلومات عن الأمراض التي تنقل جنسيا، وعن الاعتداءات الجنسية. وعلى هذه الخدمات في قيامها بذلك، ولكي تتصدى للاعتداءات الجنسية وغيرها، أن تحافظ على حقوق المراهقين في الخصوصية والسرية والاحترام والرضا الواعي مع احترام القيم الثقافية والمعتقدات الدينية. وفي هذا السياق، ينبغي للبلدان عند الاقتضاء أن تزيل العوائق القانونية والتنظيمية والاجتماعية التي تعترض سبيل توفير المعلومات والرعاية في مجال الصحة الجنسية والإنجابية للمراهقين.
46.7 ويتعين على البلدان، بدعم من المجتمع الدولي، أن تحمي وتعزز حقوق المراهقين في التربية والمعلومات والرعاية المتصلة بالصحة الجنسية والإنجابية، وأن تخفض عدد حالات حمل المراهقات تخفيضا كبيراً.
47.7 تحث الحكومات على أن تلبي، بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية، الحاجات الخاصة للمراهقين وتنشيء البرامج الملائمة للاستجابة لتلك الحاجات، وينبغي أن تتضمن تلك البرامج آليات دعم لتثقيف المراهقين وإسداء المشورة لهم في مجالات العلاقات بين الجنسين والمساواة بينهما، وأعمال العنف ضد المراهقين، والسلوك الجنسي المسؤول، وتنظيم الأسرة بصورة مسؤولة، والحياة الأسرية، والصحة الإنجابية والجنسية، والأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، والعدوى بفيروس نقص المناعة البشرية، والوقاية من الإيدز، وينبغي توفير برامج للوقاية والعلاج من الاعتداء الجنسي وسفاح المحارم وغيرها من خدمات الصحة الإنجابية، وينبغي أن توفر لهذه البرامج المعلومات للمراهقين. وأن تبذل جهدا واعيا لتعزيز القيم الاجتماعية والثقافة الإيجابية. كما أن المراهقات اللاتي يحملن يحتجن إلى دعم خاص من أسرهن ومجتمعهن المحلي خلال فترة الحمل ورعاية الطفولة المبكرة. ويجب أن يشترك المراهقون اشتراكا كاملا في تخطيط وتنفيذ وتقييم هذه المعلومات والخدمات، مع المراعاة الواجبة لتوجيه الأبوين ومسؤولياتهما.
48.7 ينبغي أن تشرك البرامج وأن تدرب كل من يتسنى لهم توفير التوجيه للمراهقين فيما يتلعق بالسلوك الجنسي والإنجابي المسؤول، وخاصة الوالدين والأسر، وأيضا المجتمعات المحلية والمؤسسات الدينية والمدارس ووسائط الإعلام وجماعات الأقران. وينبغي للحكومات والمنظمات غير الحكومية تعزيز البرامج الموجهة إلى تثقيف الوالدين، بهدف تحسين تفاعل الوالدين والأطفال لتمكين الوالدين من الالتزام على نحو أفضل بواجباتهم التربوية في دعم عملية نضج أولادهم، ولاسيما في مجالي السلوك الجنسي والصحة الإنجابية.
(1) د. عبد العزيز الغازي : أساليب الوقاية من انحراف الأحداث، ندوة طرابلس، 12-10 أكتوبر 1988م، تحت شعار : نحو صيغة عربية لمعالجة ظاهرة انحراف الأحداث.
(2) تقرير المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، القاهرة، 13-5 سبتمبر 1994م.
الأحد سبتمبر 26, 2010 12:03 pm من طرف Hatem Love
» التعارف
الثلاثاء سبتمبر 21, 2010 12:14 pm من طرف roro
» ردة فعلك لو عرفت ان حبيبك يحب غيرك؟
الثلاثاء سبتمبر 21, 2010 12:10 pm من طرف roro
» انا بحبك وانتى......بتحبينى؟
السبت سبتمبر 18, 2010 4:51 am من طرف Hatem Love
» حصريا :: حفل المطربة # نانسى عجرم # من حفلات العيد فى دبى :: جودة عالية Rmvb :: تحميل مباشر وعلى أكثر من سيرفر
السبت سبتمبر 18, 2010 4:19 am من طرف Hatem Love
» حصريا - كليب نيللى مقدسي - يا دادا - على عدة سيرفرات مباشرة
السبت سبتمبر 18, 2010 4:15 am من طرف Hatem Love
» انفراد :: حلقة خاصة جدا :: للشيخ # محمد حسان # :: للدفاع عن # السيدة عائشة # رضى الله عنها :: جودة عالية Rmvb :: تحميل مباشر وعلى أكثر من سيرفر
السبت سبتمبر 18, 2010 4:13 am من طرف Hatem Love
» جميع اغاني الاسطوره عمرو دياب 26 البوم و37 سينجلز CD Ripped @320 kbps
الجمعة سبتمبر 17, 2010 9:53 am من طرف Hatem Love
» عبد الفتاح جريني " ما بين ايادي الله " CD Q 320Kbps
الجمعة سبتمبر 17, 2010 6:08 am من طرف khaled